2016-08-26

سيدة أذربيجان الأولى ميهريبان علييف.. عطاء بلا حدود في مختلف المجالات

في منزل تسوده أجواء الفكر والثقافة، ولدت وتربت السيدة الأولى في أذربيجان مهريبان علييف، زوجة الرئيس، ورئيسة "مؤسسة حيدر علييف"، وسفيرة النوايا الحسنة لـ "منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة" (يونيسكو) وللمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو).

 وبحسب بيان تلقى أريبيان بزنس نسخة منه، فإن جد مهريبان علييف هو جلال باشاييف، الكاتب الأذربيجاني الشهير، أما والدها عارف باشاييف، فكان عالما وترأس الأكاديمية الوطنية للطيران ابتداءً من العام 1996، ووالدتها السيدة إيمان غوليفا، كانت باحثة رائدة في مجال جذور الثقافات واللغة والاستشراق. في هذه الأجواء التي تقدر القيم الإنسانية، طورت الهام أليفا حبها  للشعر والموسيقى والفنون.

مساهمات إنمائية

 واليوم، لا تكتفي بأدوارها الخارجية في خدمة بلدها كصورة مشرقة للمرأة المسلمة المثقفة، وإنما تقوم بدور فعال في الداخل الأذربيجاني عبر مبادرات المجتمع المدني وعبر دورها السياسي الناشط كعضو في البرلمان. وأيضا عبر مؤسستها الخيرية "أصدقاء الثقافة الأذربيجانية" التي تأسست في العام 1995 من أجل التعريف بالإرث الحضاري لبلادها. أما في العام 2004، فكانت خطوة جديدة في هذا الطريق، عبر قيادتها "مؤسسة حيدر علييف"، التي تحمل اسم الزعيم الوطني للشعب الأذربيجاني. وتمكنت عبر هذه المؤسسة من القيام بالكثير من المساهمات الإنمائية في المجتمع والثقافة والاقتصاد.

جهود مع الأطفال

 أما الأطفال والتحديات التي تواجههم، فطالما شكلوا هدفاً رئيساً في توجهات السيدة مهريبان ونشاطاتها الاجتماعية والخيرية. بدءا من بناء مدارس جديدة، مستشفيات، عيادات، معاهد تربية موسيقية، مرورا بمركز التلاسيميا ومشاريع تبرعات الأنسولين والدم، وحملات عن التوعية بالرضاعة الطبيعية، وصولاً إلى إنشاء ودعم المخيمات الصيفية الخاصة بإشراك الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة. الأطفال ليسوا فقط محور اهتمامها، ولكن المسنين أيضا على ذات القدر في مجالات الصحة والمساعدة المادية.

التراث الموسيقي

 وفي مجال الثقافة بشكل خاص، لعبت "مؤسسة حيدر علييف" دوراً في إحياء التراث الموسيقي الخاص بأذربيجان، المسمى "مقام" عبر إنشاء مركز مختص بهذا النوع الموسيقي في العاصمة باكو، إضافة إلى الترويج له في مناسبات وفعاليات خارجية مثل " أيام الموسيقي الأذربيجانية التراثية: المقام" الذي نظم في "نياغرا". أيضا قام المركز بدعم ورعاية العديد من المهرجانات والحفلات الموسيقية الراقية، لانطونيو فيفالدي، جورج غيرشويم والمهرجان السنوي لموسيقى "الغبالا" الذي يحضره موسيقيون واعدون من مختلف دول العالم، ناهيك عن دعم نشر الكتب والمجلات التي تروج الثقافة الأذربيجانية.

السلام والتسامح

 وتمكنت "مؤسسة حيدر علييف" من ترك بصماتها على الحضارة العالمية وإظهار احترامها للقيم الإنسانية العالمية والسلام والتنوع، والمشاركة في إذكاء روح التعاون والتحاور بين الثقافات والحضارات. ويمكن تعداد الكثير من الانجازات في هذا المجال من بينها: تأسيس قسم الفنون الإسلامية في "متحف اللوفر" في العاصمة الفرنسية باريس، وتمويل ترميم مبان لها طابع تاريخي إنساني جامع مثل مبان في حديقة قصر "فيرساي" وفي مجمع متحف "اللوفر" وفي قصر مدينة برلين، التي كانت مدمرة بعد الحرب العالمية الثانية. إضافة إلى ترميم مخطوطات نادرة في أرشيف الفاتيكان ومدافن قديمة فيه. ويعتبر ترميم "حجرة الفلاسفة" في "متحف الكابيتولين" في روما واحداً من أهم انجازات هذه المؤسسة في هذا المجال.

 

الإعلاء من قيم التسامح والسلام هدف للمؤسسة، داخليا وخارجيا، يعكس التنوع الديني الموجود في أذربيجان، التي تعيش فيها جميع الأديان جنباً إلى جنب بسلام واحترام. وقد قامت السيدة الأولى بتنظيم العديد من الفعاليات العالمية التي تحرض على حوار الأديان وتدعو إلى التفهم والسلام. قامت المؤسسة ببناء وترميم الكثير من الجوامع والكنائس الكاثوليكية والأرثوذوكسية ضمن مبادرتها "أذربيجان.. ارض التسامح".

 

مبادرات صحية

 وأيضا في المجال الصحي، لعبت المؤسسة دورا كبيرا في مشاريع وبرامج إنمائية خارجية، من بينها مشروع علاج مجاني لمرضى القلب بالتشارك مع مؤسسة "لوان بوب دو بوبا"، وأيضا التبرعات لمركز أورام وأمراض دم الأطفال في مدينة ييكاترنبرغ في روسيا. أما في باكستان فقد تم تنفيذ عدد كبير من المبادرات والمشاريع من بينها: التطعيم باللقاحات، عمليات قلب مفتوح، تبرعات لمستشفى العيون، ومركز التلاسيميا وبرامج نقل الدماء.

 

ضحايا الكوارث والإرهاب

 أما ضحايا الأزمات والكوارث الطبيعية، في أمكنة مختلفة من العالم، فلطالما شكلوا اهتماما رئيسيا لـ" "مؤسسة حيدر علييف"، فمدت لهم يديها وحاولت التخفيف من آلامهم وبلسمة جراحهم. مثال على ذلك: مساعدة كل من رومانيا وهاييتي على التعافي من آثار الكوارث الطبيعية، وبناء مدارس جديدة للفتيات بدل التي دمرتها الزلازل في باكستان، إلى جانب عدة برامج إنمائية في هذا البلد. في سبتمبر 2011، منحت المؤسسة مساعدات مالية إلى "الرابطة الفرنسية لضحايا الإرهاب" لمساعدتها في تنظيم مؤتمرها الدولي السابع لضحايا الإرهاب والذي عقد في العاصمة الفرنسية باريس.

 

سفيرة النوايا الحسنة

 نتيجة لتلك الانجازات التي عبرت عنها عبر قيادتها المؤسسة، وغيرها، منحت منظمة "اليونيسكو" السيدة الأولى مهريبان علييف لقب "سفيرة النوايا الحسنة" في العام 2004، تقديرا لجهودها في الحفاظ على وتطوير الإرث الشفاهي الأدبي والموسيقي للثقافة الأذربيجانية. أما "ايسيسكو" فمنحتها في العام 2006 اللقب ذاته تقديرا لمجهودها في نواح مختلفة وأرجاء مختلفة من العالم الإسلامي.

 

دعم الرياضة

 العناية بالرياضة تحظى باهتمام خاص للمؤسسة التي لعبت دورا في احتضان أذربيجان للنسخة الأولى من "الألعاب الأوروبية" في العام 2005. وفي السنة ذاتها، استقبلت باكو كأس العال لمنافسات "الجمباز الإيقاعي"، متوجة بذلك مسيرة من الاهتمام بهذه اللعبة بدأت بتنظيم منافسات في عامي 2003 و2004 لهذه اللعبة التي ترأس السيدة الأولى المؤسسة المنظمة الخاصة بها في أذربيجان.

 

وقد لعبت علييف دوراً رئيسياً في ملف "الألعاب الأوروبية" حيث قادت بنفسها جهود اللجنة التي سعت لهذه المبادرة الرياضية العالمية التي أودت الى مزيد من الجهود في ترويج أذربيجان كوجهة للرياضة في العالم. جهود تم تتويجها باحتلال أذربيجان المرتبة الثانية في هذه الألعاب. وقد تم تكريم جهود المؤسسة في  29 يونيو 2015 من الرئيس الأذربيجاني لإسهاماتها في جميع المجالات التنموية للبلاد، مثل الرياضة والثقافة والصحة والتعليم.

 

ولم تكن "الألعاب الأوروبية" الحدث العالمي الضخم الوحيد من نوعه الذي تقوم المؤسسة بتنظيمه، فقد تم اختيار السيدة علييف لكي تكون رئيسا للجنة تنظيم استضافة ألعاب التضامن الإسلامي الرابعة في أذربيجان العام المقبل.

 

"يوروفيجن"

 الجدير ذكره أيضاً في هذا السياق، أن السيدة الأولى قادت جهود اللجنة المنظمة لاستضافة باكو لفعاليات "يوروفيجين"، المسابقة غنائية ينظمها الاتحاد الإذاعي الأوروبي منذ عام 1956، والتي باتت تعتبر "أطول برنامج تلفزيوني في العالم" وأهم حدث من نوعه في القارة الأوروبية. آلاف الزوار من كل دول العالم توافدوا إلى باكو لحضور عروضات هذه المنافسات وعبروا عن رضاهم للحفاوة والضيافة التي لمسوها، وعن التطور السريع الذي تعكسه أذربيجان في مختلف مرافقها.

 

جوائز وأوسمة

 تكريما لجهودها، حصلت سيدة أذربيجان الأولى على الكثير من الأوسمة و التكريمات من دول مختلفة ومنظمات عالمية: وسام الشرف الفرنسي، "الهلال الباكستاني"، جائزة الدولة الصربية، جائزة دولة هنغاريا، "جائزة روبي" من المنظمة الخيرية الدولية في روسيا، جائزة منظمة الصحة العالمية، وسام الاستحقاق من اللجنة الاوليمبية الأوروبية، جائزة "القلب الذهبي" الدولية، وسام الاستحقاق رفيع المستوى من بولندا، ميدالية "موازارت" من "الاونيسكو"، "جائزة الزهرة الذهبية العالمية" من كندا، الديبلوم الفخري من الكويت.. جزء من هذه الجوائز والتكريمات.

 

 

 

Arxiv üzrə axtarış