2019-06-12

دوشوبارا وقوتاب ودولمة أذرية على مائدة التسامح

لم يكن رمضان هذا العام عادياً بالنسبة للجالية الأذربيجانية في الإمارات، حيث شهد الاحتفال بفرحتين، فرحة الصيام والإفطار، وفرحة الاحتفال بعيد الاستقلال الذي وافق أمس الأول، ونظمت له القنصلية الأذربيجانية في دبي حفل إفطار جماعياً، دُعيت إليه «الرؤية» وشهد حضوراً كبيراً من أبناء الجالية الذين يتجاوز عددهم سبعة آلاف شخص.

وأكد عدد من أبناء الجالية الأذرية أن هناك تشابهاً كبيراً بين الأجواء في العاصمة باكو والتقاليد العربية، مشيرين إلى أن الاستعدادات لاستقبال الشهر تبدأ قبل أسبوعين من دخول الشهر، الذي يكثف فيه الأذريون أداء العبادات والتقرب إلى الله، مع الإكثار من أعمال الخير والإحسان وتكريس قيم التسامح وأداء الصلاة وأداء والوفاء بالنذور ومساعدة المحتاجين.

وعادةً ما يجتمع أبناء الجالية الأذرية خلال الشهر الفضيل في عدد من المطاعم الأذربيجانية التي يصل عددها إلى أربعة موجودة بإمارة دبي، حيث يستعيدون ذكريات أجواء رمضان والأطباق الأذرية التي يجري تقديمها، والتي يأتي على رأسها شوربة الدوشوبارا والقوتاب والدولمة الأذرية، ثم يليها تناول كوب من الشاي الأسود المعطر.

تعدد ثقافات

واحتفل أبناء الجالية الأذرية بعيد استقلال بلادهم الـ 101 خلال حفل إفطار نظمته القنصلية الأذربيجانية بالتعاون مع الخطوط الجوية لطيران أذربيجان، في مطعم بمنطقة ستي ووك وهو أحدث المطاعم الأذرية التي افتتحت بدبي.

وأوضح القنصل الأذربيجاني في دبي جافيدان حسينوف أن عدد أبناء الجالية الأذرية المقيمين بالإمارات يبلغ ما يقارب 7000 شخص، يحرصون على الاجتماع عدة مرات في مختلف المطاعم الأذرية.

وأكد أن قيم التسامح الديني التي يتمتع بها الأذريون، تعتبر جزءاً من ثقافتهم التي وجدوا نظيرها خلال إقامتهم على أرض الإمارات، موضحاً بأن تعددية الثقافات والديانات على أرض الإمارات يقابله تعدد كذلك بوطنه أذربيجان.

نفحات إيمانية

وحول الطقوس الرمضانية للأذريين قالت إيقون بايراموفا، حرم القنصل: «يحل رمضان كل عام ويحمل بصحبته نفحات من الرحمة بالعادات والطقوس التي يمارسها المسلمون في أذربيجان وكافة بلدان العالم، فهذا الشهر الفضيل الذي أنزل فيه القرآن تتخلله العديد من الأعمال الخيرية والإنسانية، فضلاً عن صلوات التراويح والقيام في المساجد التي نحرص عليها إلى جانب اجتماعنا على مائدة الإفطار معاً».

ومن جهة أخرى، قال موسى ساديكوف، المقيم بدبي من ثلاث سنوات: «أحب أجواء رمضان بدبي وأثار إعجابي كثيراً مبدأ إغلاق المطاعم والمقاهي خلال ساعات الصيام والذي يدل على الاحترام الديني، فضلاً عن حرية الممارسات الموجودة بدبي فمن أراد السهر والاستمتاع هنالك أماكن عدة، ومن أراد العبادة فهنالك مساجد عدة ترتفع من مآذنها أصوات تلاوة القرآن».

أما آيتان حسنوة، المقيمة في أبوظبي منذ أكثر من 20 عاماً، فأكدت أنها تستمع كثيراً بأجواء الإفطار الجماعي مع أصدقائها وزملائها بالعمل والتي تنتظرها كل رمضان، إضافة إلى أعمال الخير والزكاة التي تمنحها الشعور بالراحة والطمأنينة، مشيرة إلى قرب الثقافة العربية والأذربيجانية من بعضها البعض باختلافات بسيطة.

200 صنف

وحول المطبخ الأذري، أشارت أيان ألييفا، نائب القنصل والتي تقيم بالإمارات منذ ثلاث سنوات، إلى أن المطبخ الأذري يحتوي على ما يزيد على 200 صنف من أصناف الأرز التي تطبخ بأشكال ونكهات مختلفة، ويأتي صنف البيلاو الأشهر حيث لا تخلو مائدة أي مناسبة منه، كما يعتبر طبق «شاه بلوف» ملك المطبخ الأذري.

وقالت: «تعتبر أكلة (قوتاب) من المقبلات الأذرية التراثية التي اعتادت السيدات المسنات إعدادها، ولا أستطيع طهيها ببيتي، وهي عبارة عن رقائق خبز محشوة باللحم أو اليقطين أو السبانخ والأعشاب، حيث يجري إعداد نوعية من الخبز الأرمني الرقيق بفرن تنور خاص ويعرف باسم خبز (لافاش) والذي يندرج ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي لمنظمة اليونسكو».

بقلاوة غير

يعتبر الشربت الأذري، شراباً مرافقاً للمائدة الرمضانية والذي يحضّر من الفواكه الطبيعية المغلية المضاف لها السكر حسب الرغبة، على عكس بعض أنواع الشربت المتعارف عليها ببلدان أخرى والتي تأتي بشكل شراب مركز يضاف له الماء والسكر، بحسب نائب القنصل.

وحول الحلويات الأذرية أوضحت ألييفا أن البقلاوة تأتي بشكل مختلف عن بقلاوة تركيا أو بلاد الشام، حيث تتخذ شكلاً مختلفاً وتحشى بكمية كبيرة من الجوز واللوز المطحون، وهنالك حلويات أخرى مثل: شيكربورا (شيكر تعني سكر) محشوة بالمكسرات واللوز.

Source 

Search in archive