الجالية الأذرية في الإمارات.. تستحضر عادات وطقوس رمضان
تتقارب العادات والتقاليد والطقوس المرتبطة بشهر رمضان المبارك في مختلف دول العالم، إلا أن ثمة تفاصيل دقيقة تختلف من دولة إلى أخرى، تختص باستقبال رمضان وممارسة الشعائر والطقوس الرمضانية، جمهورية أذربيجان تعد الدولة الأوروبية الأقرب إلى الدول العربية في عاداتها وتقاليدها الإسلامية خاصة في شهر رمضان، فالأجواء في العاصمة باكو تحاكي التقاليد العربية، حيث يحظى الشهر الفضيل بأهمية خاصة لدى الشعب الأذري فيما يخص الاستعداد لاستقبال الصيام وأداء العبادات والتقرب إلى الله، وزيادة أعمال الخير والإحسان والتسامح والصلاة وأداء النذور ومساعدة الفقراء والمحتاجين.
يتميز الشعب الأذري بالطيبة والكرم وحسن الضيافة وبشكل خاص يكن الشعب الأذري للعرب والمسلمين كل المودة والحب والتقدير باعتبارهم جزءاً أصيلاً من ثقافتهم التي ورثوها عن أسلافهم على مر التاريخ، ويعود بعض سكان القرى النائية في أذربيجان إلى الأصول العربية، الذين دخلوا البلاد إبان الفتوحات الإسلامية وما بعدها وإلى الآن هناك بعض القرى التي تستخدم الكلمات العربية في لغتها المحلية. ويحرص أبناء الجالية الأذرية بالإمارات في شهر رمضان الفضيل واستحضار التقاليد والطقوس الرمضانية في بلادهم.
ويصون الدستور الأذري جميع المعتقدات الدينية في الجمهورية ويعتبر جميع السكان متساوين أمام القانون وغالبية السكان من المسلمين ويوجد في أذربيجان أكثر من 2000 مسجد و13 كنيسة و8 معابد يهودية، وتفتخر أذربيجان بأنها بلد متعدد الثقافات والتسامح، واللغة الأذرية هي اللغة الرسمية.
علاقات صداقة
ويؤكد السفير ماهر محمد علييف سفير جمهورية أذربيجان لدى الدولة، أن جمهورية أذربيجان ودولة الإمارات العربية المتحدة أقامتا علاقات صداقة قوية وموثوقة خلال فترة قصيرة نسبياً، وتم اتخاذ الخطوات الضرورية لتوسيع التعاون في المجالات الصناعة والطاقة والزراعة والاتصالات والتكنولوجيا وكذلك في مجالات النقل والتجارة والاستثمار والسياحة والتعليم والثقافة.
ويلفت السفير ماهر علييف إلى تطورت العلاقات بين الدولتين بشكل كبير ومثمر في مختلف المجالات، والتعاون الاقتصادي والتجاري والتقني بين حكومتي البلدين، وأن زيارة الرئسي الأذري إلهام علييف للإمارات عام 2006 أرست العلاقات الوثيقة والأخوية بين البلدين والشعبين الشقيقين.
ويرى علييف أن شهر رمضان الكريم في الإمارات يأتي هذا العام مميزاً ومتوجاً بعام التسامح هذا المبدأ الإنساني العظيم التي تحاول الإمارات ترسيخه وتكريسه محلياً وإقليمياً ودولياً باعتباره القيمة النبيلة التي تحفظ للإنسان كرامته وتصون حياته، وبذلك تقود الإمارات الجهود العالمية لتعزيز التسامح والمحبة والسلام.
مكانة عالمية
كما يوضح أن دولة الإمارات احتلت مكانة عالمية متفردة في ترسيخ مبادئ التسامح والتعايش السلمي وتخطت حدود المنطقة والوطن العربي إلى العالم بفضل السياسة الحكيمة والواعية لقيادتها الرشيدة، والتي تنتهجها لنشر رسالة والمحبة والتآخي بين أصحاب الديانات كافة، وترسيخ المفاهيم الأصيلة لتعاليم وقيم الدين الإسلامي الحنيف.
وتطرق سفير جمهورية أذربيجان لدى الدولة إلى الأجواء الرمضانية في أذربيجان بالقول: عند قدوم شهر رمضان الكريم، يستعد الشعب الأذري لاستقبال هذا الشهر الكريم قبل أسبوعين بصورة ربما لا يوجد لا مثيل لها في العالم، ويتم تحديد أول أيام شهر رمضان من قبل مجلس الإفتاء في أذربيجان ويلتزم الجميع بفتوى المجلس التي تدعو أيضاً إلى مساعدة المحتاجين وكبار السن وزيارة دور الأيتام وتنظيم مائدة الإفطار دون الإسراف مع الذكر بأن ختم القرآن الكريم له أجر كبير.
وتحاكي الأجواء في العاصمة الأذرية باكو التقاليد العربية، حيث يحظى شهر رمضان الفضيل بأهمية قصوى لدى الشعب الأذري من حيث الاستعداد للصيام وأداء العبادات والتقرب إلى الله، وزيادة أعمال الخير والإحسان والتسامح والصلاة وأداء النذور ومساعدة الفقراء والمحتاجين.
ويعد الشعب الأذري من أقدم الشعوب التي تمتلك نظام دولة في العالم، حيث ساد نظام الدولة منذ 5 آلاف سنة، وقد أسست على أراضي أذربيجان في حوض أورميا أول دولة في نهاية الألفية الرابعة وبداية الألفية الثالثة قبل الميلاد، وتمتلك أذربيجان الخصوصية الجغرافية والجيوسياسية والمناخية الفريدة ومساحة أرضية تساوي 86.6 ألف كيلو متر مربع وتمر عبرها 8 مناطق مناخية من أصل 11 وتضم أراضي أذربيجان 12 محمية طبيعية و17 منطقة محمية و6 متنزهات وطنية وأكثر من 250 بحيرة طبيعية وتتوافر في المناطق المناخية الرئيسية الأشجار النادرة التي يعود بعضها إلى ما يزيد على 400 سنة.
والعملة الرسمية لأذربيجان هي «منات» والدولار الأمريكي يساوي 1.7 منات، ويساوي المنات الواحد 2.16 درهم إماراتي.
صلاة القيام
تتميز العاصمة باكو التي تعد من أهم مدن جمهورية أذربيجان والمركز العلمي والثقافي والصناعي في البلاد، بأجواء رمضانية قريبة الشبه بالأجواء العربية في شهر رمضان فالليالي الرمضانية في باكو، تتجلى بإقامة صلاة القيام، في المساجد الكبرى مع الجاليات الإسلامية الذين يقومون بتنظيم إفطار جماعي يشبه موائد الرحمن منذ أذان المغرب حتى السحور، كما تقوم المراكز الثقافية بتخصيص زوايا لإقامة الصلوات عموماً، وصلاة العشاء والتراويح خصوصاً، تعقبها ندوات، يتحدث فيها دعاة من العالم الإسلامي.
تبادل الزيارات
كعادة الأسر الأذرية يحرص أعضاء السفارة في أبوظبي وأبناء الجالية الأذرية في الإمارات على الاستفادة من شهر رمضان الفضيل واستحضار التقاليد والطقوس الرمضانية في بلادهم، كما يحرص الجميع على تبادل الزيارات ومشاركة أبناء الجاليات العربية في الإفطار الجماعي وصلاة التراويح.
وتعد أذربيجان عموماً أحد أقدم المراكز الثقافية التي بدأت في تطوير حضارتها المعاصرة وقد أقام الشعب الأذربيجاني على هذه الأرض التاريخية حضارة ثرية لها طابعها الخاص، وتقاليدها الراسخة.
تطور العلاقات
تعد الإمارات من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال جمهورية أذربيجان في 30 أغسطس عام 1991، ومنذ ذلك الوقت تطورت العلاقات بين الدولتين بشكل كبير ومثمر في مختلف المجالات، ومن الجدير بالذكر أن العلاقات الثنائية تعززت أكثر بعد افتتاح سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في باكو عام 2011. كما أنشئت اللجنة المشتركة المعنية بالتعاون الاقتصادي والتجاري والتقني بين حكومتي البلدين، وعقدت الاجتماعات ومنتديات الأعمال، والشركات من كلا البلدين تشارك في المعارض التي تقام في كلا البلدين.
7.3 مليارات درهم
تضم دولة الإمارات العربية المتحدة ما يزيد على 15 ألفاً من الجالية الأذرية الذين يعملون في مختلف القطاعات الصناعية والتجارية والاستثمارية وفي المقابل هناك العديد من الاستثمارات الإماراتية في أغلب القطاعات والمنتشرة في المدن الأذرية والتي تقدر بنحو 7.3 مليارات درهم.