أسطورة الطبيعة.. وموطن سحرها في منطقة باتابات وجزيرتها المتحركة قلعة الينجه في نخشوان تقف شاهدا على الملاحم البطولية لأبناء الشعب الأذربيجاني
تجربة لا تنسى من المغامرة والمتعة والإثارة والأمان في نخشوان
عندما تزور مكانا عريقا بتاريخه، فاتن بحيويته، ساحر بمكوناته، غني بمواقعه التاريخية والدينية والأثرية والثقافية والسياحية فلا شك أن زيارة واحدة لا تكفي.. في كل مرة تطأ قدمك أرض جمهورية نخشوان الأذربيجانية ذات الحكم الذاتي تعيد اكتشافها مجددا ويخيل إليك أنك بت في عالم مختلف ذي عبق تاريخي ساحر، وما أن تغادرها حتى تبدأ التفكير في الزيارة القادمة حيث فيها من السحر والجاذبية والجمال ما يؤهبك للعودة اليها باستمرار والاستمتاع بروعة ما تختزنه من روائع قل مثيلها في العالم كله.
مصدر البشرية
تعد الأراضي النخشوانية مصدر البشرية فمعنى كلمة نخشوان باللغة الاذربيجانية هو (أصحاب نوح) وهي تضم ضريح نوح عليه السلام حيث أمر الله تعالى سيدنا نوح ببناء سفينة لينجو من الفيضان واصطدمت سفينته بأحد جبال نخشوان وانقسمت السفينة وانشق الجبل وهذا ما اكتشفه العلماء حين عثروا على نقوشات منحوتة من القرن الخامس قبل الميلاد على الجبل كما عثروا على إشارات إلى وجود آثار لمياه بين الجيال فكان الدليل على موقع اصطدام سفينة نوح.وفي نخشوان يمكنك زيارة موقع أصحاب أهل الكهف الذين مكثوا ثلاثمائة عام كما ذكرت قصتهم في القرآن الكريم.
منطقة باتابات
والجزيرة المتحركة!
تبعد حوالي 60 كلم عن مركز المدينة ، وتقع على طريق الحرير الشهير ،حين كانت القوافل تمر بها في طريقها الى بلدان آسيا الوسطى وتعد هذه المنطقة من أشهر المناطق في اوروبا ، حيث تنبت فيها أكثر من 60 نوعا من الأعشاب التي تصلح لعلاج العديد من الأمراض، فهي موقع جذب للسياح الراغبين في العلاج بالطرق التقليدية كما تتميز باتابات بنقاء أجوائها و نظافتها صيفا وشتاء، واحتوائها على فواكه نادرة لا تنبت سوى في الغابات، ونظرا لنوعية النباتات الفريدة فإن عسل النحل في هذه المنطقة يعد من أجود الأنواع في العالم، ومن أعجب ما يحرص السياح على زيارته في باتابات بحيرتها الكبيرة ،وتتوسطها جزيرة متحركة تتحرك باستمرار بفعل الرياح وفي كل زيارة يلاحظون اختلاف مكانها وسط البحيرة.
منتجع أغبولاق
(العين البيضاء)
هو منتجع رائع يأتي إليه السياح ويخيمون فيه لقضاء فترة من الاستجمام بينما تحيطه الأسوار من كافة الجوانب ويزوره الطلاب من كافة مناطق أذربيجان لقضاء عدة أيام من المتعة والإثارة خاصة في العطلات والإجازات الرسمية كما يستقبل العديد من الطلاب القادمين من جورجيا والدول المجاورة والمنتجع مجهز بالعديد من الخدمات والمرافق المساعدة منها:
• المطعم الكبير لتقديم الوجبات الصحية والمنتجات الريفية للطلاب من لحم وبيض وحليب وخضروات وفواكه وكلها طبيعية 100%
• مبنى سكني للطلاب وآخر للعاملين بالمنتجع.
•مغسلة ومطبخ كبير ،وسوق صغيرة لتوفير ما يحتاجه الطلاب.
• مبنى الاجتماعات وفيه قاعة للجلسات الجماعية ويحتوي أيضا على قاعات خاصة لخدمة كبار الزوار ورجال الأعمال.
• مبنى مخصص للاستقبال ويضم كافيتريا ومطعما خاصا ومستوصفا لحالات الطواريء الطبية.
ويوفر المنتجع للسياح فرصة الاستمتاع بالمناظر الخلابة والصعود إلى الجبال ،أو السير على الأقدام إلى بحيرة باتابات القريبة وكذلك السوق الشعبية القريبة لشراء بعض المنتجات الريفية الطبيعية ولدى عودتهم يمكنهم قضاء وقت بصحبة الطلاب، ولا شك أن مشاركة الألعاب مع الأوساط الطلابية يزيد الرحلة متعة ،وإذا ما قرر السائح المبيت فإن أسعار الغرف منخفضة وفي متناول الجميع، وكذلك يقدم المطعم الوجبات المتنوعة بأسعار مميزة ولذلك يأتي الطلاب والسياح إلى هذا المنتجع باستمرار وعلى مدار العام للاستمتاع بالمناظر الطبيعية المكسوة باللون الثلجي الأبيض في الشتاء واللون الاخضر البديع في الصيف حيث لا تزيد درجة الحرارة في تلك المنطقة عن 25 درجة في أي وقت من فصل الصيف ولذلك لا يحتاج زوارها الى استخدام مكيفات الهواء.
ويؤكد المسؤولون في المنتجع اهتمامهم باستمرار بتطويره وفقا لرغبات الضيوف ،وهم الآن يخططون لإعداد المكان لاستقبال الراغبين في ممارسة رياضة التزلج على الجليد.
قلعة الينجه
تقع قلعة الينجه أو « الينجاجالا» في منطقة جولفا التي تبعد عن وسط مدينة نخشوان بين 25-30 كلم وهي قلعة تاريخية ترجع الى أكثر من 2000 عام مضت، وهي إحدى أشهر المواقع في تاريخ أذربيجان باعتبارها رمزا للمقاومة والإصرار والروح القتالية للشعب الأذربيجاني والصمود والتصدي لهجمات جيوش أمير تيمور في نضال استمر 14 سنة وسجل كواحد من أهم الصفحات المجيدة في تاريخ أذربيجان.
وتتميز قلعة الينجة بموقعها الفريد إذ تقع على قمة جبل (اليندزاداج) على ارتفاع 1800 متر وبفضل هذا الموقع لم يكن من السهل على الاعداء الصعود اليها وعلى الرغم من ذلك فقد شهدت أراضيها والمناطق المجاورة العديد من الملاحم البطولية لأبناء الشعب الاذربيجاني من أجل حريتهم وكرامتهم ورد جحافل جنود الغزاة الأجانب على نحورهم.
ونظرا لاهتمامه الكبير بالحفاظ على تاريخ أذربيجان والإرث القديم لشعبها فقد وقع السيد/ واصف تاليبوف، رئيس المجلس الأعلى لجمهورية نخشوان ذات الحكم الذاتي في 11 فبراير 2014 ، قرارا بترميم قلعة الينجه على أعلى مستوى باعتبارها من أهم المواقع التاريخية في منطقة جولفا مع الحفاظ على نظام التحصين الأصلي والقوي للقلعة، إذ ترتفع جدران القلعة على صخرة متينة مما يمنحها المزيد من القوة والصلابة أمام أي زلزال.. ويلاحظ أن المواد المستخدمة في بناء جدران القلعة تشير إلى عمليات ترميم تمت في أوقات مختلفة من العصور الماضية.
وتؤكد أعمال الترميم أن القلعة مجهزة لإقامة حوالي 600 مقاتل بالإضافة إلى مبنى للأعمال المكتبية والإدارية ،وكذالك مخزن كبير لتخزين المواد الغذائية ، وفي القلعة امدادات للمياه تحت الأرض وقنوات صغيرة حفرت في الصخور الصلبة لتوصيل المياه إلى البرك حيث كان هناك بعض البرك يبلغ طول بعضها 20 مترا وعرضها 5 أمتار وعمقها 3 أمتار.
ويمكن للباحثين في تاريخ الينجه العثور على الكثير من البيانات المثيرة للاهتمام من مصادر موثقة ومكتوبة من المؤرخين العرب والفارسيين والأذربيجانيين والأتراك والجيورجيين والغربيين من القرون الوسطى، ولكن تاريخ إنشاء هذه القلعة غير معلوم بالضبط.
وفي طريقك إلى القلعة فإنك تمر بمتحف قلعة الينجه الذي تحفظ فيه العديد من الآثار التي عثر عليها في القلعة من معدات قتالية قديمة وأوان فخارية أثرية وأدوات الطحن والطهي وبعض الأدوات المستخدمة في الأعمال اليدوية والحياكة وبعض الآلات الموسيقىة وعملات معدنية نادرة بعضها سك في أسيا الوسطى.